مكتب تقارير للعقارات

الخطط الاستراتيجية

( نجاح أو فشل الخطط الاستراتيجية لا يكمن في إنشائها؛ بل في تنفيذها )

د. ماجد بن ثامر آل سعود 

قرأت مقولة لأحدهم ذات مرة يقول فيها:
“ابدأ كما تريد أن تنتهي”،
وهنا تبادرت إلى ذهني مباشرة قضية التخطيط الإستراتيجي.
فكما يعلم كل استشاري في التخطيط الإستراتيجي،
أن نجاح أو فشل الخطة لا يكمن في إنشائها؛ بل في تنفيذها،
لذلك دائماً ما يركّز الاستشاريون في كيفية مساعدة العملاء
على بناء ثقافة التنفيذ أكثر من قيامهم ببناء الخطة نفسها،
وسأحاول في هذا المقال اقتراح أهم الخطوات المهمة في خلق هذه الثقافة،
التي حاولت جمعها من عدة دراسات أمريكية متخصصة في الإستراتيجية:

(1) خلق التوقعات،
هنا تكمن أول وظيفة للاستشاري
في التشديد على أن الغرض الرئيس من الخطة الإستراتيجية هو إنشاء خريطة طريق لتحقيق النجاح،
ويتطلب اتباع تلك الخريطة مراجعة وتقييماً منتظماً لمكانة الأمور،
بدءاً من المستويات الدنيا في القيادة حتى القيادة العليا.
كما أن مراجعة التقدم المحرز في الخطة،
استمرار طبيعي لعملية التخطيط الإستراتيجي.

(2) اجعل الأمر حقيقياً.
في أثناء إنشاء الخطة، قُم بدمج تنفيذ الخطة وتقييمها خلال المناقشة.
مَن سيفعل الهمة الأولى؟ متى؟ وكم سيكلف؟ كيف ستعرف أن الأمر تم بنجاح؟
ناقش كيف سيقيسون تقدم الخطة على كل مستوى. مَن سيقيّم التقدم المحرز في العمليات التشغيلية؟
ومن سيقيّم التقدم المحرز في إستراتيجيات المستوى الأعلى التي تدعمها هذه العمليات؟
مَن سيُشارك في التقييم؟
كيف تريد الإبلاغ عن النتائج ولمَن؟
من خلال مساعدة العملاء على التفكير بشكل محدد في الكيفية التي سيتم تنفيذ الإستراتيجية بها،
يُساعدهم هذا على إنشاء خطط أكثر وضوحاً ومباشرة يكون تنفيذها أكثر نجاحاً،
ويضمن بقاء هذه الفكرة في طليعة تفكير المنظمة.

(3) التدوين أو التوثيق:
يجب أن يتضمن الاجتماع الأخير مع عميل التخطيط الإستراتيجي
مناقشات حول إنشاء خطة عمل بمواعيد تسليم محدّدة للتقييم،
وتدوين السياسات والإجراءات التي تحكم تقييم الخطة وتحديثها.

يشجع عدد كبير من شركات الاستشارات عملاءها على تقييم خططهم كل ثلاثة أشهر؛
لضمان تحديد العوائق التي تعترض التنفيذ ومعالجتها بسرعة،
وهنا أقترح نموذجًا للمساعدة على عملية التقييم وصناعة السياسة الخاصة بها عبر هذه الأسئلة الأساسية:

– متى وكيف يتم إجراء تقييمات الخطة؟
مَن شارك في تقييم الخطة (على كل مستوى من أهداف الخطة/التكتيكات، وما إلى ذلك)؟

– كيف ومتى ولمَن يتم الإبلاغ عن نتائج التقييم؟

– متى وكيف يمكن إجراء التغييرات على وثائق الخطة الإستراتيجية،
بما في ذلك متطلبات الموافقة وإعداد التقارير ؟
– سياسات الأرشفة.

في النهاية وبالنسبة لمستشار التخطيط الإستراتيجي
ليس هناك ما هو أكثر إحباطاً من رؤية خطة إستراتيجية
عمل عليها وبذل وقته وجهده معها وأنفق عليها العملاء قدراً كبيراً من الوقت والمال،
لكنها حبيسة الرف يتراكم عليها الغبار..
فلم يعد التحدي الذي يواجهنا يتمثل في وضع الخطط؛
بل في خلق ثقافة التنفيذ داخل كل منظمة.

 

حساب د. ماجد بن ثامر آل سعود 

https://x.com/drmajidalsaud
/status/1905197604352164080?s=46

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn

Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0